أعرب منسق الامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، عن سعادته بتواجده في بعلبك، مؤكدا ان "لا شك أن لبنان وبعلبك يتمتعان بالكثير من المقومات السياحية التي تؤمن جزءا كبيرا من الدخل القومي، ولكن مع الوقت تأثر هذا القطاع بالأزمة السورية وانخفض إلى نحو الثلث بحسب البنك الدولي. ومع ذلك لا يزال لبنان وبيروت من المدن العربية الأولى في الإستقطاب السياحي، ونأمل أن يتم الترويج بشكل أكبر ومستدام لقطاع السياحة".
لازاريني، في مؤتمر "السياحة وفرص العمل"، في قاعة تموز ببعلبك، نظمته الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب ضمن مشروع "شبكات السلم الأهلي" الذي تنفذه بالتعاون مع السفارة الهولندية في لبنان، لفت إلى أن "من الأمور السيئة التي تغيرت مع الوقت هي البيئة، فقد كان لبنان يعرف بأنه جوهرة الشرق الأوسط، وسويسرا الشرق، إلا أنه يعاني اليوم من نسبة التلوث العالية وتراكم النفايات في أماكن مكشوفة مما يعطي صورة سلبية عن المنطقة، كما أن تقلص المساحات الخضراء يؤثر أيضا على السياحة"، مؤكداً أن "كل هذه المشكلات تحتاج من أجل معالجتها إلى مشاركة جميع الأطراف ضمن رؤية واضحة وعلمية هدفها استقطاب المزيد من السياح، ولبنان اليوم عشية ولادة حكومة جديدة تتحدث عن النمو الإقتصادي وهو ما يساهم في زيارة الإستثمارات وتحسين القطاع السياحي".
بدوره شدد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على أهمية السياحة واهتمامه الشخصي بتطوير هذا القطاع الذي "يعاني مع القطاع الزراعي العديد من المشكلات، رغم أن المنطقة تتمتع بكل المواصفات والمقومات السياحية، من السياحة التاريخية والتراثية والدينية والرياضية والريفية والطبيعية". وقال إن "التنمية لا تقوم على الممنوعات والمخالفات بل على تطوير القطاعات المنتجة كالسياحة، وإننا للأسف نشكو من قلة الثقافة السياحية عند بعض العاملين في تقديم الخدمات السياحية". وكشف عن سعيه "للحصول على تمويل مشروع من أجل تطوير وتحسين الخدمات السياحية بقيمة 30 ألف يورو، إلا أن تجاوب اصحاب المنشآت السياحية لم يكن بالمستوى المطلوب، فمن أصل 41 دعوة وجهت لم يستحب إلا سبعة أشخاص. ولكننا لن نستسلم وسنعيد توجيه الدعوة على أمل أن نحقق الهدف من هذه الدورات التدريبية والتطويرية".
وأكد خضر أهمية ودور الوضع الأمني في "تعزيز القطاع السياحي، فلا سياحة ولا إنماء من دون أمن"، وقال: "لقد شهدنا تحسنا في الفترة الأخيرة وسيستمر. وتبقى المسؤولية الكبيرة أيضا على المواطن البعلبكي للعمل والتشارك من أجل تعزيز ثقافة السياحة وإيجاد الوسائل التي من شأنها الإستفادة الإقتصادية بشكل أفضل من هذا القطاع".